[..أوقفوا الحرب بين القلب والعقل..]

*


الاحاسيس والانفعالات هي لغة البشرية المشتركة ،
واليوم لم يعد الذكــآء وحده كفيلا بالنجــآح بل حسن اقآمة العلآقآت الاجتمآعية .
كيف نفهم ردآت فعل الاخرين ونحل النزاعات معهم مــآلم نفهم أولاً ردآت فعلنآ ؟
فالقلــــب هــو ايضا يفكر ويمكنه ان يكون دليلنــــآ ...

ليس العقل هو الذي يقود العآلم بل الانفعآلآت والعوآطف وقد آن الآوآن أن نهتم بهآ .
فلنضم ذكـــآء القلب الى ذكآء الرأس ،
ذلك أن الانفعآلات التي لآ نود الاصغآء اليها تسنولي رغما عنّــآ على السلطة .
ان الفآشية والعنصرية هي استجآبآت انفعالية لمخآوف وآلام لآ تستطيع أن تعبر عن ذآتها
بطريقة أخـــرى ..
ان العقل وحده لآ يستطيع أن يتصدى لهآ . والفرق والاحزآب المتطرفة تستفيد من الاحسآس بانعدآم
الامــآن والجهل العآطفـــي .
انها مغرية لأنهآ توحي بالأتحآد ضد الشرير وبإحسآس بآلأخوة على حسآب الآخرين المنبوذين ،
إنهـــآ اعطــآء قيمة للذآت عبر ضرب قيمة الآخـــر .
البـــآرحة ،كآن يهلل للاندمآج والتمآثل مع صورة الجمآعة والسلطة ، للسيطرة على الذآت والطآعة
ولآ تزآل المدرسة اليوم تزرع هذه القيم في قلوب التلآميذ .
بينمــآ عآلم اليوم يتطلب الاستقلآلية والمبآدرة والابدآع وتحقيق الذآت والمهآرة والتعبير العآطفي
أي يتطلب ذكـــآء في ادآرة العوآطف ، أي يتطلب ذكــآء في ادآرة العوآطف والعلآقآت.
ان الاحسآس بالآمــآن الذي كآن ينبع البآرحة من التقآليد والانتمآء الى الجمآعة أو الاسرة
أو المؤسسة بــآت اليوم مصدره الذآت .
والنزآعات الداخلية التي كآنت تحل البارحة عبر اعتنآق دور اجتمــآعي محدد بوضوح
صآرت اليوم مصدر قلق وتجــآذب .
ولكن من علمنآ الاصغــآء الى نوآزعنآ العميقة ؟
من علمنآ اتبــآع ميول قـــلبنآ ؟
ان المؤسسآت الحديثة لآ تسمح اليوم بهدر الطآقة والابدآع في ألآعيب السلطة .
آن الأوآن لجمع المؤهلآت ودينآمية الشبكآت .
لم نعد بحآجة إلى أن نضيع ذوآتنآ فوق الآخرين او تحتهم بل في علآقة افقية معهم.
لآ الشهآدآت ولآ معدلآت الذكاء العالية ستشكل الفآرق المطلوب بل الذكـــآء
في فهم النفس والعلآقآت مع الاخرين .
وحدة الولوج الى انفعآلآتنا الحقيقية يخولنآ الاستجــآبة للتحديآت التي يطرحها
علينا المجتمع بتعقيدآته..
ان الفرد المستقل هو الذي يحدد بذآته قوآعد حــيآته ويصغي الى قلبه.
ليس انسآناً ثآئرا، إنه يقبل بقوآعد الحيآة الاجتمآعية ولكنه لآ يحتمل الظلم..
وكلمآ كآنت البنية الاجتمآعية ظآلمة ، احتآجت الى تقليص استقلالية افرآدهآ .
وفي هذآ المجآل ،نجد الحوآجز النفسية أكثر فعآلية من الحوآجز المآدية ..
لطآلمآ اعتبر العقل نقيضا للعآطفة .
وقد آن الأوآن لننصف الانفعآل الذي يسآعدنآ في الوآقع على التفكير .
وسنكتشف كم أن انفعآلآتنا تطبع حيآتنا العقلية خفية . ان كل البشر ، في الاوضاع
كآفة ، يشعرون بالتغيرآت الفيزسيولوجية ذآتها.
الانفعآلآت هي لغتنـــآ المشتركة . فهم الاخرين والتفاعل بتعآطف مع حآجآتهم ومشآعرهم
يقلصآن خوفنآ منهم ويقربآننا اليهم ويجعلآننا أكثر تضآمناً معهم ويزيدآن من التعآون
بيننا وبينهــــــم ..